وقوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}.
قال القرطبي: (أي يستعجلونك وقد أعدّ لهم جهنم وأنها ستحيط بهم لا محالة، فما معنى الاستعجال).
وقوله: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}.
أي: تغشاهم النار فتلفحهم من سائر جهاتهم، ليكون أبلغ في العذاب.
وفي التنزيل نحو ذلك:
1 - قال تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: 41].
2 - وقال تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16].
3 - وقال تعالى: {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ} [الأنبياء: 39].
وفي صحيح مسلم عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [إنَّ أهْوَنَ أهل النار عذابًا يَوْمَ القيامة، لَرَجُلٌ يُوضَعُ في أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتان، يغلي مِنْهما دِمَاغُه] (?).
وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي بسند حسن عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [يُحْشَرُ المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقونَ إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقون من عُصَارة أهل النار، طينةِ الخبال] (?).
وقوله: {وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. تقريع وتوبيخ وتهديد للمشركين.
وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو وبعض قراء المدينة والكوفة {ونقول} بالنون. وقرأ بقية القراء بالياء {ويقول}. والقراءتان مشهورتان.
والمعنى كما قال ابن جرير: (ويقول الله لهم: ذوقوا ما كنتم تعملون في الدنيا من معاصي الله، وما يسخطه فيها).