والوَرِقِ، وخيْرٌ لكم مِنْ أَنْ تَلْقوا عَدُوَّكُم فتضربوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقكمْ؟ قالوا: بلى، قال: ذِكْرُ الله] (?).
قال معاذ بن جبل: (ما شيء أنجى من عذاب الله، من ذكر الله).
فذكر الله تعالى أعلى من الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإِسلام, لأن الجهاد إنما شُرعَ لإعلاء كلمة الله والحكم بمنهاجه، فَذِكْرُهُ تعالى وكلامه وصفاته وأسماؤه فوق كل شيء.
وقد جاء في آفاق منهج الذكر أحاديث جليلة، منها:
الحديث الأول: أخرج الإِمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: [خرج معاوية إلى المسجد فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: الله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تُهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أقلَّ حديثًاًا عنه مِنِّي: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما يُجلِسُكُمْ؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده، لما هدانا للإسلام، ومَنَّ علينا به. فقال: الله. ما أجْلَسَكُمْ إلا ذاك. قالوا: الله ما أجلسنا إلا ذاك. قال: أما أنّي لمْ أسْتَحْلِفْكُم لِتُهْمَةٍ لكم، إنه أتاني جِبْرَئيلُ وأخبرني: أن الله يُباهي بكم الملائكة] (?).
الحديث الثاني: أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن عبد الله بن بسر، أن أعرابيًا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن شرائعَ الإِسلام قد كثرت علي. فأنبئني منها بشيء أتشبث به. قال: [لا يزالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ] (?).
الحديث الثالث: روى مسلم والترمذي وابن ماجه عن الأغَر أبي مُسلم: أنه شهد على أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، أنهما شهدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [ما مِنْ