عنك من الله شيئًا، ويا فاطمةُ بنتَ محمد سليني ما شِئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا] (?).

وقوله: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}.

إِثْباتٌ لِحَمْلِ توابعِ إضلالهم، فإنهم يحملون أوزارَ أنفسهم، ثم يُضاف عليهم أوزار الذين أضلوهم، وتوابع انتشار إفسادهم في الأرض.

فعن قتادة: ({وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ} أي: أوزارهم {وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} يقول: أوزار من أضلوا).

وفي التنزيل نحو ذلك: قال تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)} [النحل: 25].

ومن صحيح السنة المطهرة في آفاق هذا المفهوم أحاديث:

الحديث الأول: أخرج الإِمام مسلم في صحيحه عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [لا تُقْتَلُ نفسٌ ظُلْمًا، إلا كان على ابن آدمَ الأوَّل كِفْلٌ من دَمِها؛ لأنه كان أوَّلَ مَنْ سَنَّ القتل] (?).

الحديث الثاني: أخرج الإِمام مسلم أيضًا عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [مَنْ دعا إلى هُدًى، كان له من الأجْرِ مِثْلُ أُجورِ من تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ أجورهم شيئًا، ومَنْ دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثْمِ مِثْلُ آثام مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلك من آثامهم شيئًا] (?).

الحديث الثالث: أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوفٍ المزني. حدّثني أبي، عن جَدِّي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [مَنْ أحْيَا سُنّةً مِنْ سُنَّتي فَعَمِلَ بها الناسُ، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بها لا يَنْقُصُ مِنْ أُجورهم شيئًا. ومن ابتدع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015