المؤمنين المتواضعين، المخبتين المتذللين لأمره وشرعه، الذين يريدون إعلاء كلمته في الأرض والحكم بشريعته، ولا يبغون ظلمًا ولا تكبرًا، ولا تجبرًا ولا نشرًا للمعاصي والآثام.

وفي التنزيل نحو ذلك:

1 - قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 18 - 19].

2 - وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15 - 16].

3 - وقال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63].

ومن صحيح السنة العطرة في آفاق هذه الآية أحادبث:

الحديث الأول: أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" بسند حسن لغيره عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ما من آدمي إلا في رأسهِ حَكَمَة بيد ملك، فإذا تواضعَ قيل للملك: ارفع حكمته، وإذا تكبَّر قيل للملك: ضع حكمته] (?).

قلت: والحَكَمَةُ: موضع أعلى الناصية، كما هو معروف في كلام العرب.

الحديث الثاني: أخرج مسلم وأبو داود وابن ماجة من حديث عياض بن حمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [إنَّ الله أوْحَى إليَّ أن تواضَعوا حتى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ على أَحَدٍ، ولا يبغي أَحَدٌ على أَحَدٍ] (?).

الحديث الثالث: خرّج مسلم في الصحيح عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015