القلوب، ولكنها كانت في موضع غرور وكبر، فكان مآلها التدمير والهلاك.

وقد أحسن الحافظ ابن كثير رحمه الله بتجاوز تلك الروايات والإتيان بكلامِ جامع مفيد كما سبق، في حين أكثر مُعظَمُ المفسرين من تلك الروايات.

وقوله: {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}. إمّا من تمام كلام أهل العلم، أو هو كلام مستأنف. قال ابن جرير: (يعني بذلك: الذين صبروا عن طلب زينةِ الحياة الدنيا، وآثروا ما عند الله من جزيل ثوابه على صالحات الأعمال على لذّات الدنيا وشهواتها، فجدّوا في طاعةِ الله، ورفضوا الحياة الدنيا).

وفي التنزيل نحو ذلك:

1 - قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

2 - وقال تعالى: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].

وفي جامع الترمذي بسند حسن عن أنس، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فَمَنْ رضي فله الرِّضى، ومن سَخِطَ فَلهُ السُّخطُ] (?).

وفي سنن الترمذي كذلك بإسناد حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عَنْه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ما يزالُ البلاءُ بالمؤمن والمؤمنةِ في نفسه وولدهِ وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليهِ خطيئة] (?).

وقوله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ}.

هو إخبار عن نهاية الكبر والخيلاء، والبطر والغرور وسبيل الأشقياء. فقد خسف الله بقارون وبداره التي فيها أمواله ومتاعه وزينته الأرض.

أخرج البخاري ومسلم عن الزُّهري، قال: أخبرني سالِمٌ: أنَّ ابن عمر حدَّثَه أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015