الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. وكان عرشه على الماء] (?).
وفي معجم الطبراني بسند صحيح عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [فَرَغَ الله عز وجل إلى كل عبد من خمس: من أجله ورزقه وأثره ومضجعه وشقي أو سعيد] (?).
وله شاهد عن ابن عساكر بسند جيد من حديث أنس بلفظ: [فرغَ الله من أربع: من الخَلق والخُلُق والرزق والأجل].
وقوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.
قال ابن عباس: (يقول: ما من شيء في السماء والأرض سرّ ولا علانية إلا يعلمه).
76 - 81. قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}.
في هذه الآيات: ثناءُ الله تعالى على هذا القرآن، وعلى حكمه - جلت عظمته - بين الأنام، وأمرُه نبيّه - صلى الله عليه وسلم - بالتوكل عليه للثبات على الحق المبين، وتقريره له أنه لا يسمع الموتى أو الصم ولا يهدي العمي وإنما الهداية من الله للمؤمنين.
فقوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.
قال النسفي: (أي يبين لهم. قال: فإنهم اختلفوا في المسيح فتحزَّبوا فيه أحزابًا ووقع بينهم التناكر في أشياء كثيرة حتى لعن بعضهم بعضًا، وقد نزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه لو أنصفوا وأخذوا به وأسلموا، يريد اليهود والنصارى).