التقوى والصلاح، فلا أعجب حينئذ من ذلك ولا أقوى ولا أفضل. وهذا ما جمعه الله تعالى لسليمان عليه الصلاة والسلام وأعطاه بعض جنوده.
وفي التنزيل نحو ذلك:
1 - قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].
2 - وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
3 - وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
وفي كنوز السُّنة العطرة من آفاق ذلك أحاديث، منها:
الحديث الأوّل: روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [لا حَسَدَ إلا في اثْنَتَيْن: رَجُلٍ آتاه اللهُ مالًا فَسُلِّطَ على هلكتِه في الحق، ورجُلٍ آتاه الله الحِكْمةَ فهو يقضي بها ويُعَلِّمُها] (?).
الحديث الثاني: أخرج الترمذي في السنن بإسناد صحيح عن أبي أمامة الباهلي قال: ذُكِرَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان أحدهما: عابد، والآخر: عالم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [فَضْلُ العالِمِ على العابدِ كَفَضْلي على أدناكم. ثمَّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ الله وملائكتَه وأهْلَ السماوات والأرض حتى النَّملة في جُحْرِهَا، وحتى الحوت لَيُصَلُّونَ على مُعَلِّمِ الناسِ الخير] (?).
قال أبو عيسى: سمعت أبا عمار الحسين بن حريث الخزاعي يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: (عالم عامل معلم يدعى كبيرًا في ملكوت السماوات).
الحديث الثالث: أخرج البزار والطبراني بإسناد حسن عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [فَضْلُ العِلْمِ خيرٌ من فضلِ العبادة، وخيرُ دينكم الورَعُ] (?). وفي لفظ: (أحبُّ إلي) بدل "خير".