الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].
2 - وفي مقام إثبات التنزيل، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23].
3 - وفي مقام الدعوة، قال تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19].
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس: سمع عمرَ رضي الله عنه يقولُ على المِنْبَرِ، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: [لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عَبْدُهُ، فقولوا: عَبْدُ الله ورسولُهُ] (?).
كما وصفه بأنه -عليه الصلاة والسلام- مبعوث إلى الثقلين: الجن والإنس. فقوله: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} إثبات رسالته إلى جميع الخلق.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [فُضِّلْتُ على الأنبياء بستٍّ: أُعطيتُ جوامِعَ الكلِم، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأُحِلَّتْ لي المَغَانِمُ، وَجُعِلَتْ ليَ الأرض طهورًا ومَسْجِدًا، وأُرْسِلْتُ إلى الخَلْقِ كافَّةً، وَخُتِمَ بيَ النبيُّون] (?).
وقوله: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ}.
إثباتُ الملك الكامل لله تعالى، وتنزيهٌ له سبحانه عن الشريك والولد.
وقوله: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}. أي: أحدث كل شيء وحده فأحسن خلقه، وهيأه لما يصلح له بلا خلل، فالإنسان في أحسن تقويم، وجميع الخلق كذلك في أحسن تقدير، فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقوله: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}. تَعَجُّبٌ من اتخاذ المشركين آلهة عاجزة عن الخلق، مع أن الخلق أهم صفات الإله. قال القرطبي: {لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا} يعني الآلهة. {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} لمَّا اعتقد المشركون فيها أنها تضرّ وتنفع، عبَّر عنها كما يُعَبِّرُ عما يعقل).
وقوله: {وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا}. أي: لا دفع ضرّ وجلب نفع، فحذف