ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة] (?).
وله شاهد فيهما وفي المسند بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [إنّ الله تعالى وَكَّلَ بالرحم ملكًا يقول: أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال: أي رب شقي أم سعيد؟ ذكر أو أنثى؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه] (?).
وقوله: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}.
أي: فتعالى أمره سبحانه في قدرته وعلمه، وهو خير المقدرين وخير الصانعين.
قال مجاهد: (يصنعون ويصنع الله، والله خير الصانعين).
وقوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ}.
أي: ثم إنكم بعد ما ذُكر من مراحل إنشائكم لمفارقون لهذه الحياة الدنيا، وذلك عند انقضاء آجالكم.
وقوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}. أي: من قبوركم للحساب والمجازاة. قال النسفي: (تحيون للجزاء). ثم يُوَفّى كل عامل عمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.
قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8].
وفي مستدرك الحاكم بسند صحيح من حديث معاذ بن جبل مرفوعًا: [تعلمون المعادَ إلى الله، ثم إلى الجنة أو إلى النار، وإقامةٌ لا ظعن فيه، وخلودٌ لا موت في أجسادٍ لا تموت] (?).
17 - 22. قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18)