قال النسفي: (والذي هو بهذه الصفات لا يسأل عما يفعل، وليس لأحد أن يعترض عليه في حكمه وتدابيره واختيار رسله).
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
أمر منه سبحانه لعباده المؤمنين بإقامة ركوعهم وإتمام سجودهم -لله تعالى- في صلاتهم، والتذلل لربهم والخضوع له بالطاعة في أعمالهم كلها، وفعل الخيرات التي يرجى من ورائها النجاح والفلاح.
وقوله: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}. أي: بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم، ابذلوا ما بوسعكم.
قال ابن عباس: (لا تخافوا في الله لومة لائم).
وبنحوه قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}. أي عظموا أمره وخافوه سبحانه حق الخوف.
وقوله: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ}. قال ابن زيد: (هو هداكم).
قال ابن جرير: (يقول: هو اختاركم لدينه، واصطفاكم لحرب أعدائه، والجهاد في سبيله).
وقال ابن كثير: ({هُوَ اجْتَبَاكُمْ}. أي: يا هذه الأمة، الله اصطفاكم واختاركم على سائر الأمم، وفضّلكم وشرَّفكم وخَصَّكم بأكرم رسول، وأكملِ شرع).
وفي التنزيل:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: [ما مِنَ الأنبياء نبيٌّ إلا أُعطي من الآيات ما مِثْلُهُ آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنما كان الذي أوتيتُهُ وَحْيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرهم تابعًا يومَ القيامة] (?).