كعب بن مالك عن أبيه مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: [إن المؤمنَ يجاهدُ بسيفه ولسانه] (?).
وفي صحيح مسلم عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ألا إن القوة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي] (?).
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}. أي: هو القوي فيمكن المؤمنين بقوته وجبروته ليقهروا عدوهم، وهو العزيز فكل الطغاة مقهورون بعزته مهزومون بكبريائه أذلاء تحت حكمه وقضائه.
وقوله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}. هو غاية التمكين، ومنهاج المؤمنين، فإن في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إقامة للدين.
قال أبو العالية: (كان أمرهم بالمعروف أنهم دعوا إلى الإخلاص لله وحده، لا شريك له، ونهيهم عن المنكر، أنهم نهوا عن عبادة الأوثان، وعبادة الشياطين، قال: فمن دعا إلى الله من الناس كلهم، فقد أمر بالمعروف، ومن نهى عن عبادة الأوثان وعبادة الشيطان، فقد نهى عن المنكر).
وفي التنزيل:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى} [النور: 55].
وقوله: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور}. قال زيد بن أسلم: (وعند الله ثواب ما صنعوا).
قال ابن جرير: (يقول: ولله آخر أمور الخلق، يعني: أن إليه مصيرها في الثواب عليها، والعقاب في الدار الآخرة).
وفي التنزيل:
{وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]، {وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 35].
وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا: [من أَحْسَنَ في