وقوله: {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ}.
أي: ونجيناه من العذاب الذي أنزلناه بأهل قرية سدوم التي انتشر في أهلها فعل الفواحش - من إتيانهم الذكور في أدبارهم - وكان لوط - صلى الله عليه وسلم - قد بعث إليهم.
وقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ}. أي: أصحاب سوء من العمل خارجين عن طاعة الله.
وقوله: {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا}. قال ابن زيد: (في الإسلام).
قال القرطبي: {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا} في النبوة. وقيل: في الإسلام. وقيل: الجنة. وقيل: عنى بالرحمة إنجاءه من قومه {إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}).
76 - 77. قوله تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)}.
في هذه الآيات: نجاةُ نوحٍ - صلى الله عليه وسلم - بإذن الله من الكرب العظيم، وإغراق الله تعالى القوم الذين كذبوه وكانوا ظالمين.
فقوله: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ}. أي: واذكر يا محمد نوحًا إذ نادى ربه من قبلك، ومن قبل إبراهيم ولوط، لِنُهِلِكَ من كَذَّبه من قومه وأسرف في العتو والطغيان.
وفي التنزيل:
{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 26 - 27].
وقوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}.
أي: فاستجبنا له دعاءه وأهلكنا القوم الظالمين. ونجيناه وأهله أهل الإيمان من ولده وحلائلهم ومن مضى على منهاج الإيمان، من أهوال ذلك الطوفان.
وفي التنزيل:
{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى