قال النسفي: (سلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن استهزائهم به بأن له في الأنبياء أسوة، وأن ما يفعلونه به يحيق بهم كما حاق بالمستهزئين بالأنبياء ما فعلوا).

وفي التنزيل:

{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34].

وقوله: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ}.

قال ابن عباس: (يحرسكم). وقال قتادة: (قل من يحفظكم بالليل والنهار من الرحمن).

والخطاب لهؤلاء المشركين المستعجلين العذاب. أي: قل لهم يا محمد، من يحفظكم ويحرسكم بالليل إذا نمتم، وبالنهار إذا انتشرتم من أمر الرحمان إن نزل بكم، ومن عذابه إن وقع عليكم.

وقوله: {بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ}. قال ابن كثير: (أي: لا يعترفون بنعمه عليهم وإحسانه إليهم، بل يُعرضون عن آياته وآلائه). وقال القرطبي: {بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ} أي عن القرآن. وقيل: عن مواعظ ربهم. وقيل: عن معرفته.

{مُعْرِضُونَ} لاهون غافلون).

وقوله: {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا}.

أي: أم لهؤلاء المشركين آلهة تقدر على نصرهم إذا نزل بهم عذابنا وحل بهم سخطنا ونقمتنا.

وقوله: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ}. قال قتادة: (يعني الآلهة).

أي: بل هم من الضعف والمهانة والعجز بحيث لا تستطيع آلهتهم الهزيلة المخلوقة الدفاع عنهم ولا عن نفسها إذا قضى الله تعالى نزول العذاب بهم.

وقوله: {وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ}. قال مجاهد: (لا ينصرون). أو قال: (ولا هم يحفظون).

وعن ابن عباس: (يقول: ولا هم منا يُجارون). وقال قتادة: (لا يُصحبون من الله بخير).

قال القاسمي: (ومعناه: كيف تستطيع آلهتهم التي يدعونها من دوننا أن تمنعهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015