يعني بذلك: ذنوبهم). أي بئس الحمل حملهم الذي آل بهم إلى الخلود في العذاب.
وقوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا}.
أي: يوم يَنْفُخُ إسرافيل في الصور نفخة الفزع ثم الصعق ثم نفخة القيام بين يدي رب العالمين للحساب والجزاء، وتحشر الملائكة المجرمين يومئذ زرق العيون من شدة ما هم فيه من الأهوال.
والصور قرْن ينفخ إسرافيل فيه بأمر الله تعالى، وما زال يحمله ينتظر إشارة الأمر له بذلك.
ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [الصور قَرْنٌ يُنْفَخُ فيه] (?).
وأخرج الإمام أحمد والترمذي بسند حسن عن ابن عباس في قوله: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [كيف أنعمُ وصاحب القَرْن قد التقم القرن وحنى جبهته، يسمع متى يؤمر فينفخ؟ فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فما نقول؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا] (?).
وقوله تعالى: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا}.
قال ابن عباس: ({يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ} يتسارون بينهم). أي: يقول بعضهم لبعض: ما لبثتم في الدنيا إلا قليلًا. عشرة أيام أو نحوها.
وقوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا}.
قال شعبة: ({أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً}: أوفاهم عقلًا). وقال ابن كثير: ({نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ}، أي: في حال تناجيهم بينهم، {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً}، أي: العاقل الكامل فيهم، {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا}، أي: لِقِصَر مُدَّةِ الدنيا في أنفسهم يوم المعاد، لأن الدنيا كُلَّها وإن تكررت أوقاتها وتعاقَبَت لياليها وأيامُها وساعاتُها كأنها يومٌ واحِدٌ، ولهذا يستقصر الكافوون مدة الحياة الدنيا يوم القيامة. وكان غرضهم في ذلك دَرْءَ قيام