رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا ماتَ الإنسانُ انقطع عنه عَمَلُهُ إلا مِنْ ثلاثةٍ: إلا مِنْ صَدَقَةٍ جارِيةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ به، أو وَلَدٍ صالحٍ يدعو له] (?).
قال القرطبي: ({خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا} أي أفضل {وَخَيْرٌ أَمَلًا} أي أفضل أملًا من ذي المال والبنين دون عمل صالح، وليس في زينة الدنيا خير).
47 - 49. قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}.
في هذه الآيات: نَعْتُ الله الأحوال قرب القيامة: من تسيير الجبال، وبروز الأرض، ثم موقف الحشر، ثم العرض في صفوف، ثم توزيع الصحف، وما يعقب ذلك من الخزي على المجرمين، والتحسر والتندم على الخوض في سبيل الكافرين، ولا يظلم الله أحدًا من العالمين.
فقوله: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً}.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكر: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} عن الأرض، فَنَبُسُّها بَسًّا، ونجعلها هباء منبثًا {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} ظاهرة، وظهورها لرأي أعين الناظرين من غير شيء يسترها من جبل ولا شجر هو بروزها). وعن مجاهد: ({وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} قال: لا خمَرَ فيها ولا غيابة ولا بناء، ولا حجر فيها). وقال قتادة: (ليس عليها بناء ولا شجر).
وتسيير الجبال عن أماكنها هو من الأمور العظام وعظيم أهوال يوم القيامة.
وفي التنزيل:
1 - قال تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} [الطور: 9, 10].