فسَناها عليهم غَادياتٍ ... ومَرَى مُزْنَهم خلايا وخُورًا

عَسَلًا ناطفًا وماء فراتًا ... وحليبًا ذا بهجة مَثْمورًا

فالناطف: هو السائل، والحليب المثمور: الصافي منه.

قال ابن جرير: (فجعل المن الذي كان ينزل عليهم عسلًا ناطفًا، والناطف: هو القاطر).

وقال ابن كثير: (عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن، فمنهم من فسّره بالطعام، ومنهم من فسره بالشراب، والظاهر والله أعلم، أنه كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب وغير ذلك، مما ليس لهم فيه عمل ولا كد، فالمن المشهور إنْ أُكِلَ وحده كان طعامًا وحلاوة، وإن مُزج معه الماء صار شرابًا طيبًا، وإنْ رُكِّبَ مع غيره صار نوعًا آخر).

وقد ورد المنّ في السنة الصحيحة بذكر ما يستخرج منه من الكمأة التي ماؤها شفاء للعين. وفي ذلك أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [الكَمْأةُ من المَنّ وماؤها شفاء للعين] (?).

وفي رواية لمسلم: [الكمأة من المنّ الذي أَنْزَلَ الله تعالى على بني إسرائيل، وماؤها شفاء للعين].

الحديث الثاني: أخرج الترمذي وابن ماجة وأحمد بسند حسن - واللفظ للترمذي - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [العَجْوَةُ من الجنة، وفيها شفاء من السُّمِّ، والكمْأةُ من المَنِّ، وماؤها شفاء للعين] (?).

الحديث الثالث: أخرج ابن مردويه عن أنس: [أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - تذاكروا في الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فقال بعضهم: نحسبه الكمأة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015