يا رب، قال: فَهُوَ لكِ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فاقرؤوا إن شئتم. {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]] (?).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي والحاكم وأحمد بسند جيد عن أبي هريرة مرفوعًا: [تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر] (?).
وله شاهد عند الطبراني من حديث عمرو بن سهل بلفظ: [صلة القرابةِ مثراةٌ في المال، مَحَبَّةٌ في الأهل، منسأة في الأجل].
وقوله: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}. التبذير الإنفاق في غير حق. قال قتادة: (التبذير الإنفاق في المعصية، وفي غير الحق وفي الفساد). وقال مجاهد: (لو أنفق إنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذرًا. ولو أنفق مُدًّا في غير حقه كان مبذرًا).
وقوله: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}. يعني أشباههم في ذلك. قال النسفي: (أمثالهم في الشرارة، وهي غاية المذمة لأنه لا شر من الشيطان، أو هم إخوانهم وأصدقاؤهم لأنهم يطيعونهم فيما يأمرونهم به من الإسراف).
وقوله: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}. أي جحودًا، لأنه تجاهل نعمة الله عليه وأهمل شكره وعمل بمعصيته. قال القرطبي: (أي احذروا متابعته والتشبه به في الفساد).
والخلاصة: إنَّ هذه الأمة وسط في الإنفاق كما هي وسط في كل شيء، لا غلو ولا إفراط ولا تفريط.
وفي التنزيل: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].
ومن كنوز صحيح السنة في آفاق معنى الآية أحاديث:
الحديث الأول: روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن