وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}
قال الحسن: (اتقوا الله فيما حرّم عليهم، وأحسنوا فيما افترض عليهم).
فالذين اتقوا الله وخافوه حق مخافته، فاجتنبوا الفواحش والكبائر، وأقبلوا على طاعته حتى بلغوا مرتبة الإحسان، قابلهم ربهم سبحانه بمعية خاصة بهم، فكان النصر والتوفيق والمعونة والبر والفضل والتأييد.
وفي التنزيل نحو ذلك:
1 - قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12].
2 - وقال تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46].
3 - وقال تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ} [التوبة: 40].
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ الله تعالى قال: مَنْ عادى لي وَلِيًّا فقد آذنته بالحَرْب، وما تقرّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحَبَّ إليَّ مما افترضْتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كنتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ به، وبصرَهُ الذي يُبْصِر به، ويدَهُ التي يبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ التي يمشي بها، وإن سألني أعطيتُهُ، ولئنْ استعاذني لأعيذَنَّهُ] (?).
ومن أقوال أهل العلم في المعية:
1 - قال الإمام مالك: (الله في السماء، وعلمه في كل مكان) (?).
2 - وقال الإمام أحمد - وقد قيل له: الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه، وقدرته وعلمه بكل مكان! - قال: (نعم، هو على عرشه، ولا يخلو شيء من علمه) (?).