أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}.
في هذه الآيات: إِثْبَاتُ الله رجولة الأنبياء الذين أرسلهم الله في جميع الأمم، ووجوب سؤال أهل العلم لفهم الدين على مدار الزمان، وإِثْباتُ نزول السنة وهي الوحي الثاني لِتُبَيِّنَ مجمل القرآن.
فقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ}. قال القرطبي: (نزلت في مشركي مكة حيث أنكروا نبوّة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرًا، فهلّا بعث إلينا ملكًا، فرد الله تعالى عليهم بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ} إلى الأمم الماضية يا محمد {إِلَّا رِجَالًا} آدميين).
وفي التنزيل:
1 - قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} [الإسراء: 94, 95].
2 - وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان: 20].
3 - وقال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ} [الأنبياء: 8].
4 - وقال تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 9].
5 - وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف: 110].
أخرج الإمام أحمد وابن ماجه بسند صحيح عن طلحة مرفوعًا: [إنما أنا بشرٌ مثلكم، وإن الظّن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم: قال الله، فلن أكذِبَ على الله] (?).