وفي التنزيل:
1 - قال تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الملك: 29].
2 - وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59].
3 - وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110].
ومن كنوز السنة الصحيحة في اسم {الرَّحْمَنَ} وأحاديث، منها:
الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد في المسند، بإسناد جيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [قال الله عز وجل: أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها من اسمي، من يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته] (?).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنّ أحبَّ الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن] (?).
وقوله: {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}.
قال ابن جرير: (يقول: إن كفر هؤلاء الذين أرسلتك إليهم، يا محمد، بالرحمن فقل أنت: الله ربي {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}، يقول: وإليه مرجعي وأوبتي).
وقوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}. مَدْحٌ للقرآن، وثناءٌ عطرٌ على إعجازه، وتفضيل له على سائر الكتب المنزلة قبله.
والمقصود: لو كان كتاب مما أنزل من قبل تُسَيَّرُ به الجبال فتزول عن أماكنها، أو تُقَطَّعُ به الأرض وتنشقُّ، أو تُكَلَّمُ به الموتى في قبورها، لكان هذا القرآن، لأنه الكتاب الأعلى في إعجازه في هذا الكون، وهو كلام الله العظيم الذي تتصدع أمامه جميع المخلوقات كبيرها وصغيرها.