شجرةً يسير الراكبُ الجوادَ المضمَّرَ السريع مئة عام ما يقطعها] (?).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو قال: [جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقًا تخلق أم نسجًا تنسج؟ فضحك بعض القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وممّ تضحكون من جاهل يسأل عالمًا؟ ثم أكبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: أين السائل؟ قال: هو ذا أنا يا رسول الله! قال: لا بل تشقق عنها ثمر الجنة "ثلاث مرات"] (?).
وعن الضحاك: ({وَحُسْنُ مَآبٍ}، قال: حسن منقلب).
30 - 32. قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)}.
في هذه الآيات: تَسْلِيَةٌ من الله تعالى لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - في وصله بسلسلة النبوة ومنهاج الدعوة الذي مضى عليه المرسلون قبله وصبرهم على الأذى، وهؤلاء قومك - يا محمد - يكفرون بالرحمان، فأعلن إيمانك بالله الواحد الأحد وحسن توكلك عليه وأوبتك إليه. إنه لو كان كتاب مما أنزل الله تُسَيَّرُ به الجبال أو تُشَقّ به الأرض أو تُكَلّم به الموتى لكان هذا القرآن، وإنما أمْرُ ما يَلتمسونه بيد الله، أفلم يتبين المؤمنون أن حجة هذا القرآن تكفي لإيمان جميع الخلق لو شاء الله ذلك، إنه لا تزال البلايا والقوارع تنزل بالكفار أو قريبًا منهم حتى يأتي وعد الله بموتهم أو قيام الساعة والله لا يخلف الميعاد.