الحديث الثاني: أخرج أبو داود بسند صحيح عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إنْ نَسِيَ ذكَّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غيرَ ذلك جعلَ له وزيرَ سوء، إن نسيَ لم يذكِّرْه، وإن ذكر لم يُعِنْه] (?).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشَّر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة] (?).
وقوله: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ}.
قال ابن عباس: ({دَعْوَةُ الْحَقِّ}: لا إله إلا الله). وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ({لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ}، قال: التوحيد).- رواه ابن جرير وقال: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ}: (والآلهة التي يَدْعوها المشركون أربابًا وآلهة. وإنما عنى بقوله: {مِنْ دُونِهِ}: أنها مُقصِّرة عنه، وأنها لا تكون إلهًا، ولا يجوز أن يكون إلهًا إلا الله الواحد القهار. {لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ}، يقول: لا تجيب هذه الآلهة، التي يدعوها هؤلاء المشركون آلهةً، بشيء يريدونه من نفع أو دفع ضرّ).
وقوله: {إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ} - فيه أقوال متكاملة:
1 - قال علي رضي الله عنه: (كالرجل العطشان يمد يده إلى البئر ليرتفع الماء إليه، وما هو ببالغه). وقال مجاهد: (يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه بيده، ولا يأتيه أبدًا). أو قال: (يدعوه ليأتيه، وما هو بآتيه، كذلك لا يستجيب من هو دونه).
2 - وقال ابن عباس: (هذا مثل المشرك مع الله غيره، فمثله كمثل الرَّجل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد، فهو يريد أن يتناوله ولا يقدر عليه).
3 - وقال قتادة: ({إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ}، وليس الماء ببالغ فاه، ما قام باسطًا كفيه لا يقبضهما).
وقوله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}.
قال ابن كثير: (ومعنى هذا الكلام أنّ هذا الذي يبسُط يده إلى الماء إما قابضًا وإما