أشهر، أو لما دون الحدّ). قال قتادة: (وأما الزيادة فما زاد على تسعة أشهر).

قلت: وفي لغة العرب - غاض الماء أي قلَّ ونقص، والغيض النقصان، فقوله: {وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ} أي ما تنقص، ويشمل ذلك السقط والدم النازل واكتمال جسد الجنين وأعضائه، كل ذلك بعلم الله تعالى.

يروي البخاري في صحيحه عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [مفاتيح الغيب خمسٌ لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلمُ ما تغيضُ الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطرُ أحدٌ إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموتُ، ولا يعلمُ متى تقوم الساعة إلا الله] (?).

وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ أحدكم يُجْمَعُ في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثلَ ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يُبْعثُ إليه مَلَكٌ فيؤمَرُ بأربع كلماتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِه، وعُمُرِه، وعمله، وشقيّ أو سعيد] (?).

وفي لفظ لمسلم: [فيقول الملك: أي ربّ، أذكر أم أنثى؟ أي ربِّ، أشقيٌّ أو سعيدٌ؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيقول الله، ويكتب الملك] (?).

وقوله: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}. قال قتادة: (إي والله، لقد حفظ عليهم رزقهم وآجالهم، وجعل لهم أجلًا معلومًا).

قلت: وقد حفلت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى في أحاديث كثيرة، منها:

الحديث الأول: روى مسلم عن عبد الله قال: [قالت أم حبيبة زوجُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم أمْتِعْني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية. قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد سألتِ الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يُعَجِّل شيئًا قَبْل حِلِّهِ أو يؤخر شيئًا عن حِلِّهِ، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرًا وأفضل] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015