هذه الكواكب، ويبقى كل في حركته إلى أن يقلب الله نظام الكون مع قيام الساعة، فتبدل الأرض والسماوات بعد أن تطلع الشمس من مغربها.
ففي التنزيل:
1 - قال تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].
2 - وقال تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38].
3 - وقال تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 39، 40].
ومن السنة الصحيحة في آفاق هذا المعنى أحاديث، منها:
الحديث الأول: روى مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا لم أَنْسَهُ بعد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحًا، وأيتهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبًا] (?).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم - أيضًا - عن أبي ذرِّ: [أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يومًا: أَتَدْرون أين تَذْهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إن هذه تجري حتى تنتهيَ إلى مستقرها تحتَ العرش، فَتَخِرّ ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يُقالَ لها: ارْتفعي، ارْجِعي من حيثُ جِئت فتَرْجع، فتصبح طالعة من مَطْلَعِها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخِرُّ ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارْجِعي من حيث جِئت، فترجع فتصبح طالعة من مَطْلَعِها، ثم تجري لا يَسْتَنْكِرُ الناسُ منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرها ذلك تحت العرش فيقال لها: ارتفعي، أصبحي طالعةً من مغربِك، فتصبِحُ طالعة من مغربها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتدْرون متى ذاكُم؟ ذاك حين {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158]] (?).