يعقوب صلوات الله وسلامه عليه إلى ذلك لما أوتي أبناؤه من حسن الهيئة وجمال السمت، فخشي عليهم من أنفس الناس.
وفي التنزيل:
1 - قال تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} [القلم: 51، 52].
2 - وقال تعالى: {وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [يوسف: 67].
ومن كنوز السنة الصحيحة في آفاق هذا المعنى أحاديث:
الحديث الأول: يروي الإمام البخاري في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: [استرقوا لها فإن بها النظرة] (?).
الحديث الثاني: يروي الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [العين حق، ولو كان شيء سابقَ القدر سبقته العين، وإذا استغسِلتُم فاغسلوا] (?). أي: إذا عُرف العائن - وهو الحاسد - يطلب منه الاغتسال، ويجب عليه أن يفعل، ثم يؤخذ هذا الماء ويصب على رأس المصاب وظهره فيبرأ بإذن الله.
الحديث الثالث: أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن عائشة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [استعيذوا بالله من العين، فإن العين حق] (?).
الحديث الرابع: أخرج الحاكم بسند حسن عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة] (?).
وقوله: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ}.
قال قتادة: (أي: مما علمناه) - أي: وإن يعقوب لذو علم، لتعليمنا إياه.