يقدرون على أن يُغَيِّروا، ثم لا يغيِّروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب"] (?).
الحديث الثاني: أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري: [أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام خطيبًا، فكان فيما قال: ألا، لا يَمْنَعَنَّ رجُلًا، هيبةُ الناسِ، أنْ يقولَ بحقٍّ، إذا علمه". قال: فبكى أبو سعيد، وقال: قد والله! رأينا أشياء، فهبنا] (?).
الحديث الثالث: أخرج أبو داود بسند صحيح عن رجل من أصحاب النبي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لَنْ يهلكَ الناس حتى يَعْذِروا، أو يُعْذِروا، مِنْ أنفسهم] (?).
وقوله: {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ}.
قال مجاهد: (في ملكهم وتجبّرهم، وتركوا الحق). وقال ابن عباس: ({وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ}، قال: ما أُنظروا فيه). وقال قتادة: (من دنياهم).
قال ابن جرير: (إن الله أخبر تعالى ذكره: أن الذين ظلموا أنفسهم من كل أمة سلفت، فكفروا بالله، اتبعوا ما أنظروا فيه من لذّات الدنيا، فاستكبروا وكفروا بالله، واتبعوا ما أنظروا فيه من لذات الدنيا، فاستكبروا عن أمر الله، وتجبَّروا وصدوا عن سبيله. {وَكَانُوا مُجْرِمِينَ}، يقول: وكانوا مكتسبي الكفر بالله).
وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.
قال ابن كثير: (أخبر تعالى أنه لم يهلك قريةً إلا وهي ظالمة، ولم يأت قرية مصلحةً بأسُه وعذابُه قط حتى يكونوا هم الظالمين، كما قال تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [هود: 101]، وقال: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]).
118 - 123. قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ