5 - وقال الأخفش: (يعني صلاة الليل ولم يعين).

قال القرطبي: ({وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} أي في زُلَفٍ من الليل، والزّلف الساعات القريبة بعضها من بعض، ومنه سميت المزْدَلِفَة؛ لأنها منزل بعد عَرَفَة بقرب مكة).

قلت: وقوله: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} بعد الأمر بإقام الصلاة آناء الليل وأطراف النهار فيه دلالة كبيرة على عظيم أثر الصلاة في غسل خطايا المؤمن، ويبدأ ذلك من الوضوء والتطهر له، وقد جاءت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى في أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أنه سمعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [أرأيتم لو أنَّ نَهْرًا بباب أحدِكم يغتسل فيه كلَّ يومٍ خَمْسًا، ما تقول ذلك يُبْقي مِنْ دَرَنِه؟ قالوا: لا يُبْقِي مِنْ دَرَنِه شيئًا، قال: فذلك مَثَلُ الصلوات الخمس يَمْحُو الله به الخطايا] (?).

وفي لفظ: [وكذلك الصلوات الخمس، يمحو الله بِهنَّ الذنوبَ والخَطايا].

الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: [الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضانُ إلى رمضان، مكفِّراتٌ ما بينهنَّ إذا اجتُنِبَت الكبائر] (?).

الحديث الثالث: أخرج أحمد وأهل السنن عن علي بن أبي طالب، قال: كنت إذا سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وإذا حَدَّثني عنه أحدٌ استحلفتهُ، فإذا حلفَ لي صَدَّقته، وحدثني أبو بكر - وصَدَق أبو بكر - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [ما من مُسْلِمٌ يُذْنِبُ ذنبًا فيتوضأ ويصلي ركعتين، إلا غُفِرَ له] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015