قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنا: [أتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهيا بي إلى مدينة مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبَنِ فِضّة، فتلقّانا رجالٌ، شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهم كأحْسَنِ ما أنت راءِ، وشَطْرٌ كأقْبَحِ ما أنت راءٍ، قالا لهم: اذهبوا فَقَعُوا في ذلك النَّهْر، فَوَقَعوا فيه ثم رجعوا إلينا قَدْ ذَهَبَ ذلك السوء عنهم فصاروا في أَحْسَنِ صورة، قالا لي: هذه جَنَّةُ عَدْنٍ وهذاك مَنْزِلُك، قالا: أما القومُ الذينَ كانوا شَطْرٌ منهم حَسَنٌ وشَطْرٌ منهم قبيحٌ فإنهم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا، تجاوز الله عنهم] (?).

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. أي: ذو صفح عن ذنوب عباده وعفو لها إذا تابوا منها، وهو رحيم بهم يتجاوز تعذيبهم إذا أنابوا إليه.

103 - 106. قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}.

في هذه الآيات: الأمْرُ من الله لنبيِّه أخذ صدقات أموال المسلمين والدعاء لهم، فالله تعالى هو الذي يقبل توبة عباده ويأخذ بالصدقات فينمِّيها لهم.

والتوعد من الله للمتخلفين المتقاعسين بفضح أعمالهم أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين، ثم يُرَدّون إلى ربهم فيرون عرض تفاصيل أعمالهم في صحائفهم.

وهناك آخرون أمرهم إلى الله قد يتوب الله عليهم أو يعذبهم، فهو العليم بأعمالهم وحرصهم على التوبة، الحكيم في تقديره مصيرهم.

فقوله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}.

أمْرٌ من الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذ من أموال المؤمنين صدقة معينة كالزكاة المفروضة أو غير معينة وهي التطوع، تطهرهم بها من دنس البخل والطمع والقسوة على الفقراء، وتزكي أنفسهم وتنميها بالبركات الخلقية والخيرات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015