المنافقين: فالمؤمنون والمؤمنات كالأُسْرَةِ الواحدة في التناصر والتعاضد يتواصون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحرصون على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة ربهم ورسوله، أولئك تنالهم رحمته تعالى إنه عزيز حكيم.
لقد وعد الله المؤمنين والمؤمنات الخلود في الجنات، لهم فيها مساكن طيبة وتجري من تحتها الأنهار، ويحظون فيها بأكبر وأجَلّ النعم: رضوان الله عليهم، وذلك هو الفوز العظيم.
فقوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}.
بيان لصفات المؤمنين المحمودة، بعد ذكر نعوت أولئك المنافقين المقيتة، فهم يتناصرون ويتعاضدون لإقامة الدين، فالولاء بينهم والبراء من أعدائهم.
وقد حفلت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [المُسْلم أخو المُسْلِم، لا يَظْلِمُهُ وِلا يُسْلِمُه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فَرَّج عن مسلم كُرْبَةً فَرَّج الله عنه كُربَةً من كُرُبات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة] (?).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُهُ بعضًا، وشبك بين أصابعه] (?).
الحديث الثالث: أخرج البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [مَثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مَثَلُ الجسد إذا اشتكى منه عُضْوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى] (?).
الحديث الرابع: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [المُسْلِمُ أخو المُسْلِم لا يخونه ولا يكذِبُهُ ولا يخذُلُهُ، كل المسلم على