فيوفيكم أعمالكم، فمن أحسن جازاه بإحسانه، ومن أساء حاسبه على إساءته.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيما يرويه عن ربه عز وجل: [يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه] (?).

وقوله: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.

قال ابن عباس: (أمر الله المؤمنين أن لا يقرُّوا المنكر بين أظهرهم، فيعمَّهم الله بالعذاب).

وقال ابن زيد: (الفتنة: الضلالة).

قلت: ولا شك أن الفتنة: الاختبار والامتحان، ومفهوم الآية: إن ترك دفع المنكر والتهاون في الأمر بالمعروف قد يعقبه الفتن لتشمل المسيء وغيره. وقد جاءت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى في أحاديث.

الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد والبخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [مثلُ القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم ركبوا سفينة، فأصاب بعضُهم أسفلَها وَأَوْعَرَها وشَرَّها، وأصاب بعضهم أعلاها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مَرُّوا على من فوقهم فآذَوهُم، فقالوا: لو خَرَقنا في نصيبنا خرقًا، فاستقينا منه، ولم نُؤْذِ من فوقنا، فإن تركوهم وأمرهم هلكُوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوا جميعًا] (?).

الحديث الثاني: أخرج ابن ماجه والبيهقي بسند حسن عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فيهمْ بِالمَعَاصي، هُمْ أعَزُّ مِنْهُم وأمْنَعُ، لا يُغَيِّرون، إلا عَمَّهُم الله بعقاب] (?).

الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن حُذيفة بن اليمان، أن النبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015