المُعَلَّى رضي الله عنه قال: [كنتُ أُصَلِّي فَمَرَّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَدَعاني، فَلَمْ آتِه حتى صَلَّيْتُ، ثم أتيتُه، فقال: ما مَنَعَك أن تَأتيَ؟ أَلَمْ يَقُل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ}. ثم قال: لأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سورةٍ في القرآن قبل أن أخرج، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخرج فذكرتُ له. قال: هي: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، السَّبعُ المثاني].
وفي لفظ: [ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل: لأُعَلِّمَنَّكَ سورةً هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه] (?).
وقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} - فيه أقوال متكاملة:
1 - قال سعيد بن جبير: ({يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}، قال: بين الكافر أن يؤمن، وبين المؤمن أن يكفر). أو قال: (يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان).
2 - قال ابن عباس: (يحول بين الكافر والإيمان وطاعة الله).
قال النَسفي: ({وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} أي يميته فتفوته الفرصة التي هو واجدها وهي التمكن من إخلاص القلب، فاغتنموا هذه الفرصة وأخلصوا قلوبكم لطاعة الله ورسوله. أو بينه وبين ما تمناه بقلبه من طول الحياة فيفسخ عزائمه).
3 - قال الضحاك: (يحول بين الكافر وطاعته، وبين المؤمن ومعصيته).
4 - قال مجاهد: (يحول بين المؤمن وعقله)، وقال: (حتى يتركه لا يعقل).
وقال: (إذا حال بينك وبين قلبك، كيف تعمل؟ ). وقال: (يحول بين قلب الكافر وأن يعمل خيرًا).
5 - قال السدي: (يحول بين الإنسان وقلبه، فلا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه).
6 - قال قتادة: (قوله: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}، هي كقوله: {أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]).