صدقتك، وإن أَعْطاكَهُ بِدِرهم، فإن العائدَ في صدقته كالعائدِ في قَيْئِهِ] (?).
وقوله: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي}.
أي: من هداه الله سبحانه وأنار له السبيل فقد حظي بخير عظيم، فإنه من يهد الله فلا مضل له.
وقوله: {وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
أي: من تخلّى الله عنه فتركه في ضلاله - عدلًا منه سبحانه وحكمة - فقد خسر لا محالة، وضل وخاب وهلك.
أخرج أبو داود بسند صحيح عن عبد الله، قال: [علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة: أنِ الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. .] الحديث (?).
قلت: والهداية الواردة في الآية، هي هداية التوفيق والإلهام، والضلال المذكور هو الخذلان والضياع والحرمان. قال النسفي: (ولو كان الهدى من الله البيان كما قالت المعتزلة لاستوى الكافر والمؤمن، إذ البيان ثابت في حق الفريقين، فدل أنه من الله تعالى التوفيق والعصمة والمعونة، ولو كان ذلك للكافر لاهتدى كما اهتدى المؤمن).
179 - 186. قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي