العبد، فمن تاب - يا محمد - من بعد الفعلة - إثمًا كانت أم معصية أم شركًا - فإن ربك يا محمد من بعد التوبة غفور رحيم.
أخرج الطبراني بسند جيد عن أبي سعيد الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له] (?).
وفي جامعِ الترمذي بسند حسن عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرَ] (?).
154 - 156. قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)}.
في هذه الآيات: يخبر تعالى أن موسى - عليه السلام - تناول الألواح التي ألقاها حين غضب من رؤية قومه على عبادة العجل بعدما رجع إليهم من مناجاة ربه، وفي الألواح بيان للحق وهدى من الله سبحانه لقوم يخافونه ويعظمون شرعه ودينه. ثم اختار موسى من قومه سبعين رجلًا - كما أمره الله - ليعتذروا عما صدر من قومهم من عبادة العجل، أو لِيُعاتبوا بالرجفة أنهم لم يَنْهوا قومهم عن ذلك، وقيل سألوا موسى رؤية الله جهرة. فلما أخذتهم الرجفة لجأ موسى - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه عز وجل: أتهلكنا بما فعل بعض السفهاء منا، وإنما هو اختبارك وامتحانك، والحكم لك، تضل من تشاء، وتهدي