ومن كنوز السنة الصحيحة في إثبات الرؤية في الآخرة أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم عن جابر في حديثه: [إن الله يتجلى للمؤمنين يضحك] (?).
أي: في عرصات القيامة، مما يدل أن المؤمنين ينظرون إليه سبحانه في العرصات وفي روضات الجنات.
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنكم سترون ربكم عِيانًا. وفي رواية: كنا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}] (?).
الحديث الثالث: أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه: [أن أناسًا قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم. هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صَحْوًا ليس معها سحاب؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صَحْوًا ليس معها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما] (?).
1 - قوله تعالى: {لَنْ تَرَانِي} دليل على ثبوت رؤيته من وجوه - عند أهل العلم -:
أ - لا يجوز أن يظن بكليم الله ورسوله وأعلم الناس بربه في وقته أن يسأل ما لا يجوز له.
ب - إن الله لم ينكر عليه سؤاله. فحين سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر عليه سؤاله وقال: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.
ج - إنه سبحانه قال: {لَنْ تَرَانِي}، ولم يقل: "إني لا أُرى" أو "لا تجوز رؤيتي" أو "لست بمرئي".