والفَرَجُ مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا، وإنَّ مع العسر يُسْرًا] (?).

والخلاصة: كما قال مجاهد: (ظهر قوم موسى على فرعون، "وتمكين الله له في الأرض"، ما وَرَّثهم منها).

وقوله: {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}.

قال ابن جرير: (يقول: وأهلكنا ما كان فرعون وقومه يصنعونه من العِمارات والمزارع، {وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}، يقول: وما كانوا يبنون من الأبنية والقصور، وأخرجناهم من ذلك كله، وخَرَّبنا جميع ذلك).

وقوله: {يَعْرِشُونَ}. بكسر الراء - قراءة قراء الحجاز والعراق. وقرأه عاصم بن أبي النجود {يَعْرِشُونَ} بضمها. وكلاهما قراءتان مشهورتان. قال ابن عباس: (يعرشون: يبنون) وقال مجاهد: {يَعْرِشُونَ}: يبنون البيوت والمساكن ما بلغت).

ومضى الطاغية فرعون إلى غير رجعة، وورث تلك البلاد والكنوز المؤمنون من بني إسرائيل مع موسى عليه الصلاة والسلام، سنة الله في عباده، ولن تجد لسنته تبديلًا.

أخرج الإمام أحمد في المسند، والترمذي في الجامع - بسند صحيح - عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لما أغرق الله فرعون، قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل. قال جبريل: يا محمد، فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة] (?).

138 - 147. قال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015