وقوله: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ}.
قال مجاهد والسدي: (بالعدل). أي: بالعدل والاستقامة.
وقوله: ({وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} - فيه قولان محتملان:
1 - عن مجاهد: ({وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}، إلى الكعبة حيثما صليتم، في الكنيسة وغيرها).
2 - عن الربيع - قال فيها -: (في الإخلاص، أن لا تدعو غيره، وأن تخلصوا له الدين).
وقوله: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.
قال الربيع: (أن تخلصوا له الدين والدعوة والعمل، ثم توجِّهون إلى البيت الحرام).
وقوله: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}.
أما قوله: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} ففيه أكثر من تأويل، وبعض ذلك مُفَسَّرٌ بقوله: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}.
1 - قال مجاهد: ({كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}: يحييكم بعد موتكم).
2 - وقال الحسن: (كما بدأكم في الدنيا، كذلك تعودون يوم القيامة أحياء).
3 - وقال قتادة: (بدأ فخلقهم ولم يكونوا شيئًا، ثم ذهبوا، ثم يعيدهم). وقال ابن زيد: (بدأكم أولًا، كذلك يعيدكم آخرًا).
4 - وقال ابن عباس: (يبعث المؤمن مؤمنًا، والكافر كافرًا). وقال أبو العالية: (عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع إلى قول الله فيهم: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}؟ ألم تسمع قوله: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}؟ ).
5 - وقال سعيد بن جبير: (كما كتب عليكم تكونون). وقال السدي: (يقول: كما بدأكم تعودون، كما خلقناكم، فريق مهتدون، وفريق ضال، كذلك تعودون وتخرجون من بطون أمهاتكم).