وَعَد الله الجنة] (?). وقال عُبيد الله بن عمرٍو عن عَبْد الملك: "لا شخصَ أغْيَرُ من الله".
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: [لا أحَدَ أَغْيَرُ من الله، ولذلك حَرَّم الفواحِشَ، ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ، ولا شيءَ أحَبُّ إليه المَدْحُ من الله، ولذلك مَدَحَ نَفْسَه] (?). ولفظ مسلم: [ليس أحَدٌ أحَبَّ إليه المَدْحُ من الله عز وجل، من أجْل ذلك مَدَحَ نَفْسَه، وليس أحدٌ أغْيَرَ من الله، من أجْل ذلك حَرَّم الفواحشَ، وليس أحدٌ أحبَّ إليه العُذْرُ من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل].
وقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}.
إفراد لهذه الجريمة البشعة في الذكر والتنبيه، وإلا فهي داخلة في عموم مسمى الفواحش. ولكن لكونها أعظم الذنب بعد الشرك بالله، جرى إفرادها.
فقد أخرج الإمام أحمد في المسند، بسند صحيح، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا يزال العبد في فُسْحَةٍ من دينه ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا] (?).
وله شاهد في سنن أبي داود - بإسناد صحيح - عن أبي الدرداء: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا يزال المؤمن مُعْنِقًا صالحًا ما لم يُصِبْ دَمًا حرامًا، فإذا أصابَ دمًا حرامًا بَلَّحَ] (?). والمُعْنِق: طويل العنق، الذي له سوابق في الخير. وقوله: "بَلَّحَ" أي: أعيا وانقطع، ووقع في عظيم الذنب وأشده عند الله.
وفي التنزيل: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ. .} [الفرقان: 68].
قلت: ولقد جاء النهي في السنة الصحيحة عن الإشارة إلى مسلم بسلاح أو حديدة،