بِظُلْمٍ}، قال أصحابه: وأيّنا لم يظلم نفسه؟ فنزلت: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}] (?).

وأخرج الإمام مُسلم في صحيحه عن عَلْقَمَةَ، عن عبد الله قال: [لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شقَّ ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: أيّنا لا يظلمُ نَفْسَهُ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس هو كما تَظُنُّون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]] (?).

وفيِ لفظ أحمد: [إنه ليسَ الذي تعنُون! ألم تسمعوا ما قال العبدُ الصالح: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، إنما هو الشرك].

وقوله: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}.

قال مجاهد: (قال إبراهيم حين سأل: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ}؟ قال: هي حجة إبراهيم، وقوله: {آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ}، يقول: لقناها إبراهيم وبصَّرناه إياها وعرَّفناه).

وقرأ قراء الكوفة: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}، في حين قرأها قراء الحجاز والبصرة: {نرفع درجاتِ مَنْ نشاء}. وهما قراءتان مشهورتان متقارب معناهما. قال ابن جرير: (وذلك لأن من رفعت درجته، فقد رفع في الدرج، ومن رفع في الدرج، فقد رفعت درجته. قال: فمعنى الكلام إذن: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ}، فرفعنا بها درجته عليهم، وشرّفناه بها عليهم في الدنيا والآخرة. فأما في الدنيا فآتيناه فيها أجره، وأما في الآخرة، فهو من الصالحين، {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}، أي: بما فعل من ذلك وغيره).

وفي الصحيحين عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [يا أيها الناس! إنكم تحشرون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015