قلت: فالوفاة هنا في هذه الآية بمعنى النوم، والنوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة. وقد بسطت القول في مفهوم الوفاة وأنواع استخدام لفظها، وكذلك الصلة بين الروح والنفس والفؤاد والعقل والجسد والمشاعر في كتابي: "تحصيل السعادتين" فلله الحمد والمنة.

وقوله: {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى}.

قال مجاهد: ({ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ}، قال: في النهار). وقال قتادة: (والبعث اليقظة).

وعن السدي: ({لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى}، قال: هو أجل الحياة إلى الموت). وقال مجاهد: (وهو الموت). وقال عبد الله بن كثير: ({لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى}، قال: مدّتهم).

وقوله: {ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

أي: ثم إلى الله بارئكم يكون معادكم ومآلكم، ثم تعرض عليكم أعمالكم في صحفكم، ثم يجازيكم بها، ولا تظلم نفس مثقال ذرة.

وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}.

قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: {وَهُوَ الْقَاهِرُ}، والله الغالب خلقه، العالي عليهم بقدرته، لا المقهور من أوثانهم وأصنامهم).

وفي مسهتدرك الحَاكم عن عائشة قالت: [كان إذا تَضَوَّرَ من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، ربّ السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار] (?).

وقوله: {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً}.

أي: من الملائكة، يحفظون بدن العبد، وغيرهم يحفظ أعماله ويحصيها.

وفي التنزيل نحو ذلك:

1 - قال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015