وفي صحيح مسلم وسنن الترمذي والنسائي، وابن ماجة - واللفظ له - من حديث أبي هريرة قال: [كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بارزًا للناس، فأتاه رجل. فقال: يا رسول الله! ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر. قال: يا رسول الله! ما الإسلام؟ قال: أن تعبدَ الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيمَ الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصومَ رمضان. قال: يا رسول الله! ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إنْ لا تراه فإنه يراك. قال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعْلمَ من السائل، ولَكِنْ سَأُحَدِّثك عن أشراطِها. إذا وَلَدَت الأمَةُ رَبَّتَها فذلك من أشراطِها، وإذا تطاول رِعاء الغنم في البُنْيان فذلك من أشرِاطها، في خَمْسٍ لا يعْلَمُهُن إلا الله. فتلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}] (?).

وقوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}.

أي: من الخلق والعجائب. فإنه سبحانه يحيط علمه بجميع عوالم السماوات والأرض، ولا يخفى عليه شيء من ذلك ولو كان مثقال ذرة.

وقوله: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا}.

قال ابن جرير: (ولا تسقط ورقة في الصحارى والبراري، ولا في الأمصار والقرى، إلا الله يعلمها). قال القرطبي: (أي: من ورقة الشجر إلا يعلم متى تسقط وأين تسقط وكم تدور في الهواء).

وقوله: {وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

قال ابن عباس: (خلق الله النُّون - وهي الدَّواة - وخلق الألواح، فكتب فيها أمر الدنيا حتى ينقضي ما كان من خَلْق مخلوق، أو رِزْقٍ حلال أو حرامٍ، أو عَمَلِ بِرٍّ أو فجور، وقرأ هذه الآية: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا .. } إلى آخر الآية) - رواه ابن أبي حاتم.

وظلمات الأرض بطونها، والمعنى: لا تنبت حبة في أية بقعة في الأرض إلا يعلم سبحانه متى تنبت، وكم تنبت، ومن يأكلها. ولا تيبس أرض أو ترطب إلا يعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015