فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال: لا، ولكنه خاصف النعل. قال: فجئنا نبشِّره] (?).
وقوله: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}.
أَمْرٌ من الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يقيم القرآن في الأمة منهاجًا للحكم والتحاكم.
وقوله: {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}.
أي: آراءهم وأعرافهم التي تعارفوا على تحكيمها وهي مخالفة في هديها لشرع الله.
أخرج الإمام أحمد بسند صحيح لغيره عن أبي ذر قال: كنت مخاصرًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا إلى منزله، فسمعته يقول: [غيرُ الدجال أخوفُ على أمتي من الدّجال، الأئمة المضلون] (?).
أخرج البزار والبيهقي بسند حسن، عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات. فقال: ثلاث مهلكات: شحٌ مطاع، وهَوىً مُتَّبَعٌ، وإعجاب المرء بنفسه. وثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضا] (?).
وقوله: {عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ}.
قيل المعنى: لا تنحرف عما جاءك من الحق متبعًا أهواءهم. وقيل التقدير: عادلًا عمّا جاءك. ذكره القاسمي. وقال القرطبي: (ومعنى: "عمّا جاءك" على ما جاءك).
وقوله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}.
الشريعة في كلام العرب هي الطريق الذي يُتوصل منه إلى الماء. والشريعة أيضًا ما شرع الله لعباده من الدّين. قال الرازي: ("والشِّرْعة" الشريعة، ومنه قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}). والشارع الطريق الأعظم. وشرعَ لهم: أي: سنَّ. فيكون مفهوم الشرعة والشريعة أنه الطريقة الظاهرة التي يتوصل بها إلى النجاة.
والمنهاج: الطريق الواضح. يقال: نَهَجَ الطريق أبانه وأوضحه. ونَهَجَه أيضًا سَلَكه.