[إن السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبَرَ فواهًا] (?).
الفائدة الرابعة: تعلّق الآثام بمحدثها ومن سنّ أمرها.
فهذا ابن آدم الأول القاتل يتحمل تبعة كل قتل ظلم في الأرض إلى يوم القيامة.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ من دَمِها؛ لأنه أَوَّل من سَنَّ القتل] (?).
وفي لفظ: [ليس من نفس تُقْتَلُ ظُلْمًا إلا كان على ابن آدَمَ الأول كِفْلٌ منها - وفي رواية: من دمها - لأنه سنَّ القتل أولًا].
وفي صحيح مسلم من حديث المنذر بن جرير، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجْرُها، وأجْرُ من عَمِلَ بها بعدَه، من غيرِ أن ينقُصَ من أجورهم شيءٌ، ومنْ سَنَّ في الإسلام سنَّةً سيئة، كان عليه وزْرُها وَوزْرُ من عمِلَ بها من بعدِه، مِنْ غَير أن يَنْقُصَ من أوزارهم شيءٌ] (?).
وقوله تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَال يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}.
قال السدي: (لما مات الغلام تركه بالعراء، ولا يعلم كيف يُدفن، فبعث الله غرابين أخَوين، فاقتتلا، فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له ثم حثا عليه).
وقال ابن عباس: (جاء غراب إلى غراب مَيت، فبحث عليه من التراب حتى واراه، فقال الذي قتل أخاه: {يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي}).