أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر قال: [أَقْبَلْنَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كنا بذاتِ الرِّقاع قال: كُنَّا إذا أتَيْنَا على شجرة ظَليلةٍ تَركْناها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجاء رجل من المشركين وسيفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُعَلَّقٌ بشجرة، فأخذ سيف نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - فاخترطَه - أي سَلّهُ - فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتخافني؟ قال: لا. قال: فمن يمنعك مني؟ قال: الله يَمْنَعُني مِنْك. قال: فتهدَّدَهُ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَأَغْمَدَ السيف وعَلّقَهُ، قال: فنودي بالصلاة، فَصَلَّى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، فصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، قال: فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعُ ركعات، وللقوم ركعتان" (?).
قال معمر: (وكان قتادة يذكر نحو هذا، وذكر أن قومًا من العرب أرادوا أن يفتكوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلوا هذا الأعرابي، وتأوّل: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} الآية) ذكره ابن جرير.
قلت: والراجح التأويل الأول، ورجحه شيخ المفسرين الإمام ابن جرير رحمه الله، وقد بسطت القول في ذلك في كتابي السيرة النبوية - على منهج الوحيين: القرآن والسنة الصحيحة - عند إجلاء بني النضير، فلله الحمد والمنة.
وقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
أَمْر من الله بالتقوى فهي سرّ كل فلاح، وإِخْبَارٌ عن صفة المؤمنين بتوكلهم على الله واعتمادهم عليه كما عَلَّمَهُم ذلك نبيّهم، فالله يحب المتوكلين، ومن توكل على الله كفاه وعصمه وحفظه.
12 - 14. قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَال اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ