أخرج الإمام الترمذي بسند جيد عن أبي وائل قال: [رأيت عثمان توضأ - فذكر الحديث - قال: وخلل اللحية ثلاثًا حين غسل وجهه، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل الذي رأيتموني فعلت] (?).
وأخرج البخاري عن عطاء عن ابن عباس: [أنه توضأ فغسل وجهه، أخذ غَرْفَة من ماء فمَضْمَضَ بها واسْتَنْشَق، ثم أخَذَ غَرْفَةً من ماء فجعل بها هكذا أضافها إلى يده الأخرى، فَغَسَل بها وَجْهَهُ، ثم أخذ غَرفَة من ماء فغسل بها يدَه اليمنى، ثم أَخَذَ غَرْفَةً من ماء فغسل بها يده اليُسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غَرْفَةً من ماء فَرَشَّ على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غَرْفَةً أُخْرى فغسل بها رِجْلَهُ يعني اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ] (?).
3 - غسل اليدين إلى المرافق.
المرفق هو العظم "المفصل" الذي بين العضد والساعد. لقوله تعالى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}.
4 - مسح الرأس كله. لقوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}.
والباء تفيد الإلصاق - وفعله - صلى الله عليه وسلم - يدل على ذلك - ومن ذهب إلى التبعيض فالحديث التالي حجة عليه، إذ فيه وصف مسحه - صلى الله عليه وسلم - الذي علينا أن نتابعه فيه.
أخرج البخاري ومسلم وأصحاب السنن وأحمد والبيهقي وابن حبان - من حديث عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، أن رجُلًا قال لعبد الله بن زيد - وهو جدّ عمرو بن يحيى -: أتستطيع أن تُرِيَني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بماء فَأَفْرَغ على يديه فغسل مرتين، ثم مَضْمَضَ واستنثر ثلاثًا، ثم غَسَل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، بدأ بِمُقَدَّم رأسه حتى ذهب بهما إلى قَفاه، ثم ردَّهما إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غَسَلَ رجليه] (?).