فعن مجاهد: ({بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}، قال: حجة). وقال قتادة: (بينة من ربكم).
وقوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}. قال ابن جريج: (القرآن).
وقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ}. قال ابن جريج: (بالقرآن).
وقوله: {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ}. قال ابن جرير: (فسوف تنالهم رحمته التي تنجيهم من عقابه، وتوجب لهم ثوابه ورحمته وجنته، ويلحقهم من فضله ما لَحِقَ أهل الإيمان به والتصديق برسله).
وقوله: {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}. أي ة في الدنيا والآخرة. أي: طريقًا واضحًا لا اعوجاج فيه ولا انحراف. قال ابن كثير: (وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات).
176. قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)}.
هذه الآية: هي آية الميراث، أو آية الفرائض، وفيها تفصيل لأحكام كثيرة.
أخرج الإمام مسلم والترمذي وابن ماجة عن محمد بن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله قال: [مرضت فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يعوداني ماشيين فَأُغمي عليَّ، فتوضأ ثم صَبَّ عليَّ من وضوئه فأفقت، قلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد علي شيئًا حتى نزلت آية الميراث: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالةِ}] (?).
وفي لفظ عند الإمام أحمد والبخاري - قال محمد بن المنكدر: سمعت جابر بن عبد الله قال: [دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ ثم صبَّ عَلَيَّ - أو