قال الأزهري (ت:370): «ومن قالَ: إنَّ معنى قوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] بمعنى: منتظرة، فقد أخطأَ؛ لأنَّ العربَ لا تقولُ: نظرتُ إلى الشيءِ، بمعنى: انتظرتُه، إنما تقول: نظرتُ فلاناً؛ أي: انتظرتُه، ومنه قول الحطيئة (?):

وَقَدْ نَظَرْتُكُمْ أَبْنَاءَ صَادِرَةٍ

لِلْوِرْدِ طَالَ بِهَا حَوْزِي وتَنْسَاسِي

فإذا قلتَ: نَظَرْتُ إليه، لم يكنْ إلاَّ بالعينِ» (?).

وإنما وقعَ الخطأُ في تفسيرِ هذه الألفاظِ بسببِ جهلِ لغةِ العربِ، ولذا شَدَّدَ العلماءُ النَّكيرَ على من فَسَّرَ القرآنَ وهو جاهلٌ بلغةِ العربِ، ومن ذلك ما رُوِيَ عن مجاهدٍ (ت:104) أنه قال: «لا يَحِلُّ لأحدٍ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ أنْ يتكلمَ في كتابِ اللهِ، إذا لم يكنْ عالماً بلغاتِ العربِ» (?).

وقال مالك بن أنس (ت:179) (?): «لا أُوتَى بِرَجُلٍ يُفَسِّرُ كلامَ اللهِ، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015