قال: «جَمَعَنَا الحسنُ (?) لِعَرْضِ المصاحفِ: أنَا، وأبَا العاليةِ (?)، ونَصْرَ بنَ عاصمٍ الليثي (?)، وعاصماً الجحدري (?).

فقال رجلٌ: يا أبا العاليةَ، قوله تعالى في كتابِه: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5] ما هذا السهوُ؟.

قال: الذي لا يدري عنْ كَمْ ينصرفْ، عَنْ شَفْعٍ أو عن وِتْرٍ؟.

قال الحسن: مَهْ يا أبا العالية، ليس هكذا، بلْ الذين سهوا عن ميقاتِها حتى تفوتَهم، قال الحسن: ألا ترى قولَه عزّ وجل: {عَنْ صَلاَتِهِمْ}» (?).

وإنما وقعَ أبو العالية (ت:93) في ذلك، لأنَّه جعلَ دلالةَ الحرفِ «عن» بمعنى «في»، ولم يُفرِّقْ بينهما، قال أبو سليمان الخطَّابي (ت:388): «وإنما أُتيَ أبو العاليةِ في هذا حيثُ لم يُفَرِّقْ بَيْنَ حرف «عن» و «في»، فَتَنَبَّهَ له الحسنُ فقالَ: ألا ترى قوله: {عَنْ صَلاَتِهِمْ} يؤيدُ أنَّ السَّهْوَ الذي هو الغلطُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015