وقوله تعالى: {وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ} [الروم: 22] قال الطَّبريُّ (ت:310): «واخْتِلافُ منطقِ ألسنَتِكُم ولُغَاتِكم» (?).
ومن ذلك: قولُ ابنِ عباسٍ (ت:68) ـ في تفسيرِ قوله تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [العاديات: 6]ـ قال: «الكَنُودُ بلسانِنا أهلَ البلدِ (?): الكفورُ» (?).
وقولُ سعيدِ بن المسيبِ (?) (ت:94): «الماعونُ بلسانِ قريشٍ: المالُ» (?).
بعدَ أنْ تمَّ التَّعَرُّفُ على مفرداتِ هذا المصطلحِ، فإنه يمكنُ الانطلاقُ منها إلى تعريفِ هذا المصطلحِ، فأقولُ:
التفسيرُ اللغويُ: بيان معاني القرآن بما ورد في لغة العرب.
أمَّا الشِقُّ الأولُ مِنَ التعريفِ، وهو بيان معاني القرآن: فإنه عامُّ يشملُ كُلَّ مصادرِ البيانِ في التَّفسيرِ؛ كالقرآنِ، والسُّنَّةِ، وأسباب النزول، وغيرها.
وأمَّا الشِّقُّ الثاني منه، وهو بما ورد في لغة العرب: فإنه قَيدٌ واصفٌ لنوعِ البيانِ الذي وَقَعَ لتفسيرِ القرآنِ، وهو ما كان طريقُ بيانِه عن لغةِ العربِ.
وبهذا النَّوعِ من البيانِ يخرجُ ما عداه من أنواعِ البيان؛ كالبيانِ الكائنِ بأسبابِ النُّزولِ وقصصِ الآيِ، أو غيرِها مما ليس طريقُ معرفتِه اللُّغةُ. كما يخرج بهذا القيدِ ما كان طريقُ بيانِه بغيرِ لغةِ العربِ، كمن يُفسِّرُ بمدلولاتٍ لا تُعرفُ عند العربِ؛ كالمصطلحاتِ الحادثةِ.