القسمُ الأولُ
المشاركة غير المباشرة
تَبْرُزُ مشاركةُ اللُّغويينَ غيرُ المباشرةِ في أنماطِ التَّأليفِ اللُّغويِّ التي سلكَها اللُّغويونَ في الكتابةِ اللُّغويَّةِ، وكانتْ كتبُ النَّوادرِ (?) من أقدمِ ما ظهر مِنْ أَنْماطِ التَّأليفِ اللُّغويِّ. وكان أبو عَمْرو بنُ العلاءِ (ت:145) (?) أوَّلَ مَنْ ذُكِرَ له كتابٌ في «النَّوادرِ».
وقد كانتِ الكتابةُ في هذه الأنماطِ اللُّغويَّةِ (?) على ضَرْبَينِ:
الأول: الكتابةُ على أسلوبِ الموضوعاتِ:
كانت الكتابةُ على أسلوبِ الموضوعاتِ أسبقَ التَّأليفات اللُّغويَّةِ، وأغلبُ ما كُتِبَ كان في موضوعٍ واحدٍ؛ ككتبِ: الفروقِ، والنوادرِ، والأضدادِ، والنباتِ، وخلقِ الإنسانِ، والأنواءِ، ... وغيرِها.
وقد ظهر جمع هذه الموضوعات في كتاب واحد عند أبي عبيد (ت:224) في كتابه: «الغَرِيبِ المُصَنَّفِ» (?)، حيثُ جعلَ لكلِّ موضوعٍ باباً مستقلاً، فتجدُ