وجحش شقّه (?) ، وهذا من البلاء، الذي يزيده الله به رفعة فى درجاته، ونيل كرامته.. وأشد الناس بلاء الأنبياء، فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به، من القتل والضرب، والشتم، والحبس.. فليس ببدع أن يبتلى النبي صلى الله عليه وسلم من بعض أعدائه بنوع من السحر، كما ابتلى بالذي رماه فشجّه، وابتلى بالذي ألقى عليه السلام السّلا (?) وهو ساجد، وغير ذلك، فلا نقص عليهم- أي الأنبياء- ولا عار فى ذلك، بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله ثم يقول:
«وأما قولكم: إن سحر الأنبياء ينافى حماية الله لهم.. فإنه سبحانه كما يحميهم ويصونهم، ويحفظهم ويتولاهم، فإنه يبتليهم بما شاء من أذى الكفار، ليستوجبوا كمال كرامته، وليتأسّى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس فرأوا ماجرى على الرسل والأنبياء- صبروا وتأسوا بهم، ولتمتلئ صاع الكفار، فيستوجبوا ما أعد لهم من النكال العاجل، والعقوبة الآجلة، فيمحقهم الله بسبب بغيهم وعدوانهم، فيعجل تطهير الأرض منهم.. فهذا من بعض حكمته تعالى فى ابتلاء أنبيائه ورسله، بإيذائهم من أقوامهم، وله الحكمة البالغة، والنعمة السابغة، لا إله غيره، ولا رب سواه» .
وهذا- كما ترى- دفاع متهافت أيضا، فإن ما يبتلى الله سبحانه أنبياءه به من صنوف الابتلاء من أقوامهم، إنما هو فى عناد هؤلاء الأقوام، وفى ضلالهم وتأبيهم على قبول الخير، وهذا ما لا يمسّ الأنبياء شىء منه.. وأما ما عرض للرسول